وهو يجلس صامتا ساهما يتأمل البحر
ليست تلك اللحظه الاولى التى رأيته فيها
بل ومنذ الصباح وانا أتتبع وجودة
تحيطه هاله من الوقار المجلل بالرقىّ
يصاحبه العديد من الاقارب والاصدقاء
لكنه يخطف لحظات ساهمه يرنو فيها الى البعيد
كأنه يحدث احدهم او يرسل لها بسلام
يعود فيجذبه شخص ممن يرافقه
الى حديث جانبى او ثرثرة عائليه
يبتسم بشفاة غير فرحه
لما يظهر عليه ذلك الحزن الشفاف ؟
يحاول الفرار بلباقه لكن عيونه يقتلها الملل
فهو يرغب حقا فى الفرار منهم
يرغب فى الذهاب اليها
تلك التى يناجيها خياله طيله النهار
حتى أذا خيم المساء أستطاع الانسحاب منهم
انفرد بنفسه
اتخذ جانبا قصيا
اتكأ على مقعد حجرى مما ينتشر على الشواطئ
أخرج هاتفه . ضرب رقما
وقتها رأيت أبتسامه صادقه
اهآ . تراة يحدثها الان
حسن قد صدق حدسى
هى امرأة اذا
لحظات وأضاء وجهه بضياء باهر
ألان تأكدت
هى امرأة وقد أجابت أتصاله
حين جلجلت فى أذنى ضحكاته
أيقنت انه عاشق
قد هام بمعشوقته
حتى أنه لم يرى سواها فى وجوة الجميع
سحبنى خيالى الى البعيد
ترى ماذا قالت له كى يضحك
وهو منذ الصباح يكتفى بأبتسامه جافه
لعلها قالت له انها تحبه
وهو رد بتلك الضحكه الصافيه انه يحبها ايضا
تدللت هى وتاهت فى دلالها
وتدله هو وغرق فى صوتها
تالله ما أسعد المحبين
حين يبصرون الكون أصطبغ بألوان الحبور
ويذوب كلاهما بين ذراعى الاخر
يفقدون الساعات فى مجرى الزمن
غير راغبين فى أستردادها
هى تلك الاوقات التى لا يندمون عليها
أستبد بى الفضول كى أتسمع اليهما
لأقترب قليلا
يحمل هواء البحر الى أذنى صوته يهمس لها
انت سعادتى
يلتاع قلبى من شدة ارتجافته
كم هى رقيقه همسته
وكم هى صادقه
انظر اليه لأجد فى قسماته فرحه طاغيه
وسعادة عصفت بوجودة
وجهه
لكم هو جميل ذلك الوجه فى حبورة
أشد برائه ونقاء من صورة طفل
بل هو قلبه
نعم هو قلبه
الذى بث تلك الموجات المتلاحقه
من العاطفه الفياضه التى يحدثها بها
كرهت تطفلى على سعادة قلبيهما
أجبرت نفسى على السير بعيدا
أدعو لهم صادقه بدوام محبتهم
وكل ما يدوى فى كيانى صوته وهو يقول لها